هذه بداية جديدة
البدايات هي اللحظة الأكثر غموضا وإشعارا بالرعب والجمال في آن واحد. فكل شيء كان يوما ما مجرد فكرة عابرة، او لمحة في عقل صاحبها، ثم انطلق من عالم الخيال إلى أرض الواقع. البدايات ليست مجرد خطوة أولى، بل هي القدرة على التخيل والإيمان بما لا يرى، والشجاعة لتحميل الفكرة أعباء الوجود.
في البدايات، نجد أنفسنا وحيدين أمام مفتاح باب لم يفتح بعد. نشعر بالقلق والحيرة، ونتساءل: هل نحن مستعدون لهذا العبء؟ هل نستطيع أن نحمل أحلامنا على أكتافنا ونمشي بها في دنيا الواقع؟ البدايات تتطلب منا أن نكون جريئين، أن نتخلى عن اليقين والراحة، وأن نخوض غمار المجهول بقلب واثق وعقل متفتح.
والبدايات ليست دائما مرهقة؛ ففي طياتها يكمن الجمال المبهر للإمكان. كل بداية هي وعد جديد ، بحياة أخرى قد تكون أجمل، أو أقوى، أو أكثر إشباعا. هي الفرصة لنعيد صياغة أنفسنا، لنتخلص من (أغلفة الماضي) وننطلق نحو آفاق لم نخبرها من قبل. فالبداية هي الوقت الذي نستطيع فيه أن نكون ما لم نكنه قط.
ولعل أجمل ما في البدايات أنها تذكرنا بأن الحياة ليست خطاً مستقيماً واحد ، بل هي سلسلة من البدايات والنهايات. فمع كل بداية، نعيد اختراع أنفسنا، نتعلم دروسا جديدة، ونبني عالمنا من جديد. البدايات هي الوقت الذي نستطيع فيه أن نقول: "هذا هو أنا، وهذا هو طريقي."
فلنكن اكثر شجاعة في وجه البدايات، ولنقبل عليها بقلب ممتلئ بالأمل والعزم. فمهما كانت البداية صعبة، فإنها تحمل في طياتها بذور النجاح والسعادة. وكما قيل : "كل نهاية هي بداية جديدة." فلنعش كل بداية كأنها أول يوم في عمرنا، ولنمض بثقة وإيمان بأن الجميل ينتظرنا خلف كل باب نفتحه...